Ad

حدد عدد من خبراء ومسئولى شركات التكنولوجيا مجموعة عوامل ساهمت فى عدمتأثر مصر بأزمة العطل التقنى العالمى الذى ضرب جميع دول العالم الجمعة الماضية، على خلفيةإصدار شركة الأمن السيبرانى الأمريكية » كراود سترايك» تحديثا خاطئا لأحد برامجها أثر على نظام التشغيل «مايكروسوفت ويندوز».

وقال الدكتور أحمد السبكى عضو مجلس إدارة غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالاتCITباتحاد الصناعات واستشارى التحول الرقمى والأمن السيبرانى إن كافةالبيانات الحكومية يتم الاحتفاظ بها فى مراكز حوسبة سحابية داخل مصر، والتى لم تستخدم نفس النسخة من البرامج التى تسببت فى حدوث العطل التقنى الذى ضرب دول العالم الجمعة الماضية.

وأوضح السبكى لـ » المال» أن استخدام تخزين سحابى تابع للدولة المصرية، يُتيح لها سيطرة أكبر على بياناتها ويُقلّل من مخاطر التعرض للاختراقات أو سرقة البيانات، إذ تعد البيانات الحكومية ثروة وطنية قيّمة يجب حمايتها من أى تهديدات.

وتابع أنه عندما تقوم الشركات الكبرى بإجراء تحديث على برامجها، فمن المفترض التأكد من صلاحيتها قبل عملية النشر لعملائها المختلفين ، مبينا أنه عندما تتم موثوقية ومصداقية النشر(deployment) لابد وأن يتم هذا التحديث فى أوقات الاستخدام خارج نطاق الذروة (Down time) ،على أن يتم ذلك تدريجيا على مجموعة أولية من العملاء أقل حساسية، كما أنه لا ينبغى النشر على كل المستخدمين فى نفس التوقيت، حتى إذا حدثت مشكلة يمكن تداركها مع العدد المتبقى.

وأوضح أنه عندما لا تتبع شركات تكنولوجيا المعلومات الإجراءات الاحترازية، فإننا سنواجه كوارث مثل الانقطاع التام للخدمات مثلما حدث فجر يوم الجمعة الماضى

أضاف: أن هذه الإجراءات والتى تحددها القواعد والمعاييرالعالمية لإدارة مخاطر العمليات وأمن المعلومات فى إطار استمرارية الأعمال وخاصة لما يسمى بالبنية المعلوماتية التحتية الحرجة (critical information infrastructure) ، والتى تتمثل فى وسائل النقل ومرافقه سواء البرى أو البحرى أو الجوى، والمنشآت المالية مثل البنوك والبورصات والمرافق والخدمات العامة مثل الاتصالات والكهرباء والمياه والغاز، وغيرها.

وأوضح الدكتور عمرو محفوظ الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لشركة دلتا للأنظمة الإلكترونية أن الفترة الحالية تشهد استكمال التحقيقات وانتظار صدور بيان رسمى من مايكروسوفت العالمية يكشف ملابسات الأزمة ، لافتا إلى أنه فى مثل هذه الحوادث جرت العادة على ضرورة التركيز لاستعادة عمليات التشغيل أولا ، ثم بحث أسباب العطل بعد ذلك .

وتابع أن هناك دولًا ومنها مصر وروسيا والصين كانت متحفظة فى استخدام الشبكات والحوسبة السحابية لشركات عالمية، خاصة فيما يخص الجهات الحكومية والبنوك والمرافق ، رغم الضغوط التى كانت تمارسها كبرى الشركات عليها ، وقد أثبتت هذه الأحداث سلامة توجه الدولة المصرية.

وألمح محمد الحارثى الرئيس التنفيذى لشركة سيميكولون للحلول الرقمية إلى أن الجهات الحكومية فى مصر اتخذت عدةمسارات للحفاظ على أصولها الرقمية وتجنب العطل التقنى العالمى على خلفية التحديثات الأمنية الخاصة بـ «كلاود سترايك» لنظام التشغيل «ويندوز» التابع لمايكروسوفت العالمية.

وأكد أن مصر تتبع استراتيجية ذكية بتبنى مجموعة متنوعة من أنظمة التشغيل، أشهرها «لينكس» بخلاف ويندوز، لافتا إلى أن التنوّع هو خطوة وقائية فعّالة لتقليل مخاطر حدوث أى اختراقات أمنية، أو خلل مفاجئ قد يُصيب نظام تشغيل واحد ويُسبّب شللًا تقنيًا شاملاً.

وأرجع أسباب عدم تأثر مصر بالأزمة العالمية إلى عدم الاعتماد على التحديثات التلقائية المباشرة للأنظمة، فبدلاً من ذلك، يتمّ وضع أى تجديدات فى بيئة تجريبية فى معامل مخصصة داخل الجهات الحيوية، ويُتيح ذلك الاختبار بشكلٍ كامل والتأكد من سلامتها وأمنها قبل نشرها على نطاق واسع.

ولفت أن هذه الخطوة ضروريةً لضمان استقرار وسلامة البنية التحتية الرقمية للبلاد، خاصةً فى القطاعات الحيوية مثل الكهرباء والمياه والاتصالات.

وأشار إلى أن مصر أيضا أظهرت التزامها الراسخ بحماية أمن بياناتها من خلال تحديد أوجه استخدامات تكنولوجيا التخزين السحابى فبدلا من الاعتماد على برمجيات خارجية مثل «AZURE» من مايكروسوفت ، يتم تخزين المعلومات الحساسة عبر أخرى داخلية مؤمنة ، وهو أمر يعد ضروريا لضمان السيطرة الكاملة على البيانات، ومنع وصول أى اشخاص غير مصرح لهم بالتعامل عليها .

وأكد أن الدولة المصرية تهتم بعمل نسخ احتياطية محدثة من قواعد البيانات بشكلٍ دورى، يتمّ تخزينها فى مكان معزول ومؤمّن بعيدًا عن أيدى المخترقين، بحيث يمكن استرجاعها بسرعة وسهولة فى حال حدوث أى هجوم إلكترونى.

وأصدرت وزارة الاتصالات بيانا أكدت فيه أن جميع المطارات والموانئ المصرية والخدمات المصرفية فى كافة البنوك الحكومية وعبر المحمول ومنصة الخدمات وأنظمة وشبكات الاتصالات تعمل بشكل طبيعى وآمن.

الحارثى: الحكومة تعتمد على تطبيقات لينكس.. وتعد نسخاً احتياطية من قواعد البيانات